Sunday, June 10, 2018

البحوث التجريبية

  البحوث التجريبية

تبحث البحوث التجريبية المشكلات والظواهر على أساس منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة المضبوطة للتحقق من صحة هذه الفروض. ولعل أهم ما تتميز به البحوث التجريبية على غيرها من أنواع البحوث الوصفية والتاريخية هو كفاية الضبط للمتغيرات والتحكم فيها عن قصد من جانب الباحث.
فالبحوث التجريبية تعتمد على التحكم في الظروف والشروط التي تسمح بإجراء التجربة وفيها يتضح معالم الطريقة العلمية في التفكير بصورة جلية لأنها تضمن تنظيمها بجمع البراهين بطريقة تسمح باختيار الفروض والتحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضوع الدراسة والوصول إلى العلاقات بين الأسباب والنتائج .

ويهدف البحث التجريبي بصورة عامة إلى استنتاج علاقة معينة بين مجموعتين من العوامل تسمى بالمتغيرات واستنتاج مدى تأثير احدهما على الآخر (المتغير التابع والمتغير المستقل)

مميزات المنهج التجريبي:

1-    إمكانية الثقة بنتائجه من حيث معرفة أثر المتغير المستقل على المتغير التابع (الصدق الداخلي( .
2-    أنه يقوم بضبط المتغيرات الخارجية التي تؤثر على المتغير التابع، مما يساعد في تحديد أثر المتغير المستقل على المتغير التابع بشكل أكثر دقة، بل وتحديد درجة ذلك التأثير.
3-    إمكانية تطبيقه على حالات كثيرة من خلال تعدد تصميماته.

عيوب المنهج التجريبي:

1-    المنهج التجريبي يبدو صعب التطبيق على الظواهر الإنسانية، نتيجة لما يتطلبه من شروط، مثل ضبط المتغيرات المؤثرة على الظاهرة المدروسة، واختيار عينة البحث عشوائيا، والتعيين العشوائي لأفراد العينة على مجموعتين، والاختيار العشوائي للمجموعتين الضابطة والتجريبية.
2-    أن المنهج التجريبي يعظم فيه الصدق الداخلي على حساب الصدق الخارجي، وبتالي صعوبة تعميم النتائج.
3-    أنه يعتمد على بيئة مصطنعة لا تتفق مع واقع كثير من الظواهر التي تتم دراستها والبحث عن حلول لها

ونتيجة لصعوبة تطبيق المنهج التجريبي على الكثير من الظواهر الإنسانية ودراستها في الواقع الفعلي، فإن الباحث يلجأ إلى المنهج شبه التجريبي، والذي يقوم على دراسة الظواهر الإنسانية كما هي دون تغيير.


البحث شبه التجريبي.

تظهر صعوبات تطبيق المنهج التجريبي عندما لا يستطيع الباحث الحصول على تصاميم تجريبية حقيقية مما يجعله يلجأ إلى البحث شبه التجريبي الذي يتوافق مع طبيعة الظواهر الإنسانية، ويحاول تعظيم الصدق الداخلي والخارجي على حد سواء.
ويكون الأمر جليا عندما لا يكون من الممكن تعيين أو اختيار مفردات عشوائية للتجربة، إذ يستلزم الأمر أن يلجأ الباحث إلى الاعتماد على المجتمع، وبالتالي حتمية استخدام المجتمع الفعلي، فمثلا لو أراد باحث أن يختبر تأثير ربط حزام الأمان على مستوى الحوادث في مدينتين مختلفتين، ففي هذه الحالة لا يمكن استخدام المنهج التجريبي في تلك الدراسة، ولكن يمكن للباحث استخدام المنهج الشبه تجريبي فيأخذ سائقي السيارات في إحدى المدينتين كمجموعة تجريبية ويأخذ الأخرى كمجموعة ضابطة، ويطبق قانون ربط حزام الأمن على المدينة التجريبية لفترة زمنية، ثم يقارن بين مستوى الحوادث فيها بمستوى الحوادث في المدينة الضابطة

الاختلاف بين المنهج التجريبي والشبه تجريبي
يظهر الاختلاف بين المنهج التجريبي والشبه تجريبي من حيث الاهتمامات وذلك في عدد من الجوانب نلخصها في التالي:
(1)                         الضبــط والتحكـــــم:
المنهج التجريبي:
القدرة على التحكم في متغير مستقل واحد على الأقل وضبطه تماما، عند الرغبة في معرفة أثره على متغير تابع، بحيث يكون أي تغيير نتيجة لدخول المتغير المستقل. وهذا الضبط قد يحقق نتائج دقيقة في المنهج التجريبي إلا أن ذلك يتطلب بيئة مختبريه مغلقة لا تتأثر بأي متغيرات أو عوامل مضبوطة.
المنهج شبه التجريبي:
ولكن في المنهج شبه التجريبي لو أراد الباحث مثلا التعرف على أثر تقييم الأداء الوظيفي للموظف كمتغير مستقل على الأداء ذاته كمتغير تابع، ففي هذه الحالة هناك العديد من المتغيرات التي يستطيع الباحث التحكم فيها وضبطها، بينما هناك أخرى لا تستطيع ضبطها أو التحكم فيها. وبمعنى آخر فإنه بإمكان الباحث أن يجعل ضمن مجموعة التحكم الموظف الذي يخضع لنوع معين من الإشراف من فئة عمرية معينة ذكرا كان أو أنثى، ولكن ليس بإمكانه التحكم التام فيما يحدث بين الاختبارات القبلية والبعدية أو ما يحدث من تغييرات على ثقافة الموظف أو ثقافة المنظمة وبيئة العمل.

(2)                        العشوائيــــة:
المنهج التجريبي:
يستخدم العينات العشوائية وذلك بالنسبة لمفردات التجربة قبل تقسيمها إلى مجموعات، كما يشترط أن يتم توزيع مفردات العينة بشكل عشوائي تام بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة.
المنهج شبه التجريبي:
يبتعد عن العشوائية في اختياره لمجموعة البحث.

(3)                        الصدق الداخلي والخارجي:
المنهج التجريبي:
يهتم المنهج التجريبي بدرجة كبيرة بالصدق الداخلي فهو يركز كثيرا على أهمية القدرة على تعميم نتائج التجربة.
المنهج شبه التجريبي:
يركز على ضرورة القدرة على تعميم نتائج التجربة على عينة ومجتمع البحث الخارجي (الصدق الخارجي(

الصدق الداخلي والصدق الخارجي
الصدق الداخلي:
يتمثل الصدق الداخلي في القدرة على إرجاع الفرق بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية إلى المتغير المستقل، وما يحدثه من أثر على المتغير التابع دون أن يكون هناك أي أثر لمتغيرات أخرى على تلك النتيجة، وهكذا فإن الصدق الداخلي يتمثل في أن تكون النتائج التي تم التوصل إليها قد جاءت نتيجة للإجراء الذي اتخذه الباحث فقط، وليس لأي شيء آخر.

الصدق الخارجي:
ويتمثل الصدق الخارجي في قدرة الباحث على تعميم نتائج بحثه خارج عينة التجربة وفي موقف مماثل. وبعبارة أخرى فإن الصدق الخارجي يبرز من خلال إمكانية تعميم نتائج التجربة على مجموعات أخرى وفي بيئات أخرى، أي تعميم النتائج التي تم التوصل إليها

من التصميمات التجريبية:
1-  تصميم المجموعة الواحدة ذات الاختبارين القبلى والبعدى.


 2-  تصميم المجموعتين التجريبية والضابطة ذات القياس القبلى والبعدى.





 مثال: أثر استخدام طريقة حل المشكلات فى تدريس الدراسات الاجتماعية على تنمية مهارات التفكير العلمى لدى تلاميذ الصف الثانى الإعدادى. وهنا يقوم الباحث :

1-  اختيار مجموعتين متكافئتين فى (التحصيل، الذكاء، السن، المستوى الاقتصادى والاجتماعى...) احدهما ضابطة (ض) وأخرى تجريبية (ج).
2-  يقوم الباحث بتطبيق بتطبيق اختبار قبلى فى التفكير العلمى (المتغير التابع) على المجموعتين للتأكد من تكافؤ المجموعتين فى مستوى التفكير العلمى لديهم.
3-  يخضع الباحث المجموعة (ج) للمتغير التجريبى (طريقة حل المشكلات)، بينما تظل المجموعة (ض) على ما هى عليه (يدرس لها بالطريقة التقليدية) وذلك بعد ضبط الموقف التجريبى من حيث ( توحيد الدروس أو الوحدة التى سوف يتم تدريسها ، وقت التدريس، مدة التجربة ككل، الظروف الفيزيقية من حيث: الإضاءة والتهوية والمقاعد داخل الصف الدراسى لكلا المجموعتين).
4-  يقوم الباحث بعد التجريب بتطبيق اختبار التفكير العلمى على المجموعتين ( قياس بعدى).
5-  حساب الفرق بين متوسط درجات كل مجموعة فى القياس القبلى والبعدى.

6-  المقارنة بين بين (ف ت)، (ف ض) وتحديد ما إذا كان المتغير التجريبى قد أحدث تغييراً ذا دلالة إحصائية فى درجات المجموعة (ج) بالمقارنة بدرجات المجموعة ( ض).

البحث الوصفي

ثانياً:   البحث الوصفي

البحوث الوصفية هي دراسات تهتم بجمع وتلخيص الحقائق الحاضرة المرتبطة بطبيعة وبوضع جماعة من الناس أوعدد من الأشياء أو مجموعة من الظروف أو نظام فكري أو أي نوع أخر من الظواهر التي يرغب الشخص في دراستها .
ولا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، بل يجب أن تهتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الظواهر أو الأحداث التي يتناولها البحث. وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة، واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تُتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم.

أهداف البحث الوصفي:
         عرض صورة دقيقة لملامح الظاهرة التي يهتم الباحث بدراستها حتي يتيسر إدراكها وفهمها فهماً دقيقاً .
         كشف الخلفية النظرية لموضوعات البحوث وتمهيد الطريق أمام إجراء المزيد منها ليسير الباحث بخطي ثابته في بحثه ويكون علي بينة من أمره قبل تصميم البحوث اللاحقة .
         جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالظاهرة لاستخلاص دلالاتها مما يفيد في وضع تصميمات عن الظاهرة أو الظواهر محل الدراسة .




   الدراسات المسحية

تتناول الدراسات المسيحية بالوصف والتحليل الجوانب المختلفة لظاهرة أو مشكلة معينة في مجتمع أو بيئة محددة فالغاية هنا هي مسح مشكلة أو ظاهرة معينة لتحديد طبيعتها ومعرفة خصائصها وذلك بصورة موضوعية قدر الإمكان حتى تصل في النهاية إلي تعميمات بشأنها.

أهمية البحوث المسحية:
1-   توفر معلومات منظمة عن الكثير من الظواهر التربوية تؤدى إلى فهمها ومعرفة عناصرها.
2-  تسهم فى دراسة المشكلات التربوية ومعرفة آثارها ومقترحات أو توصيات لحلها.
3-  يستفاد منها فى التخطيط للعملية التعليمية بشكل عام.
4-  معرفة الرأى العام واتجاهاته نحو الكثير من القضايا التربوية.
أنواع البحوث المسحية:
1- المسح التعليمى: يهتم بدراسة المشكلات والظواهر والقضايا المتعلقة بالميدان التربوى على النحو التالى:
§        مسح أهداف التعليم والوسائل والأساليب والإستراتيجيات المستخدمة فى التعليم.
§        مسح السياسات والأنظمة التعليمية.
§        مسح المشكلات التربوية والإدارية.
§        مسح المعلمين من حيث مؤهلاتهم واتجاهاتهم وتخصائصهم وإعدادهم ومشكلاتهم.
§        مسح المتعلمين من حيث خصائصهم وقدراتهم واتجاهاتهم وإعدادهم وتحصيلهم وشكلاتهم التعليمية.
§        مسح برامج العملية التعليمية.
§        مسح المبانى والتجهيوات المدرسية.

2-   بحوث تحليل العمل: تهتم  بدراسة و تحليل المهام الوظيفية للعاملين فى المجال التعليمى بوجه عام (مثل المعلم، الموجه، المدير، الموظفين...) ووضعهم وعلاقاتهم فى التنظيم الإدارى، و تقويم ظروف عملهم وطبيعة التسهيلات المتاحة لهم، ومرتباتهم وبرامج تطويرهم وتدريبهم، وما لديهم من معارف ومهارات واتجاهات وسمات سلوكية.

3-  تحليل المحتوى: هو أداة وأسلوب بحثى وليس غاية فى حد ذاته، يتناول المادة الدراسية ووصفها كمياً وكيفياً ويصف الشكل الظاهر و الصريح لها وكل هذا يجرى وفق خطة بحثية تتضمن معايير وأهداف يمكن تحقيقها، فهو يتناول تحليل محتوى الوثائق المرتبطة بمجال التربية بشكل عام مثل: الكتب الدراسية والسجلات واللوائح والتقارير الإدارية، ويمكن تلخيص أهدافه، فيما يلى:
       تقويم محتوى برامج ومناهج إعداد المعلمين والمتعلمين والإداريين فى ضوء معايير محددة.
       تحديد الخلفية الفكرية التى تم الاستناد عليها عند بناء تلك المناهج أو البرامج.
       تحليل الوثائق والسجلات الخاصة بالطلاب لتقويمهم أو الوثائق والنشرات الإدارية لمعرفة الخلفية الفكرية لها والهدف منها ومدى تأثيرها على سير العمل واتجاهات العاملين بالقطاع التربوى.
4-  مسح الرأى العام: يهتم بمعرفة آراء الشعب أو الجماعات وأفكارها واتجاهاتها حول موضوع معين فى وقت معين، وذلك بهدف التوصل إلى قرارات مناسبة أو تصميم سياسات سليمة تخص العملية التعليمية، ويجب على الباحث ان يختار المفحوصين بعناية بحيث يمثلون بدقة وجهات نظر مجتمع البحث.
5-   المسح الاجتماعى: يستخدم لدراسة المشكلات الاجتماعية مثل ظاهرة العنوسة و الأمية والطلاق بقصد تشخيصها ووضع العلاجات المناسبة بها، وهذة البحوث تفيد فى الدراسات البينية التى تدرس ظاهرة من جميع أبعادها، مثل: المشكلات الاجتماعية وارتباطها بمخرجات التعليم الحكومى أو ارتباطها بأفكار المعلمين واتجاهاتهم...الخ ، ويمكن ان يتجلى ذلك فى البحوث الكيفية فى المجال التربوى.

⌂      بحوث العلاقات

هى البحوث التى تهدف إلى جمع معلومات عن ظواهر معينة وتحليلها بقصد الكشف عن الارتباطات الداخلية والخارجية بين هذة الظواهر والظواهر الاخرى، وتتفرع بحوث العلاقات إلى 3 أنواع:
1- الدراسات الارتباطية:
وهي دراسات تهتم ببحث العلاقة بين متغيرين أو أكثر من حيث وجودها من عدمها، والكشف عن طبيعة هذة العلاقة هل هى موجبة (تقع بين 0: +1) أم سالبة (تقع بين
 0:-1)؟ ويعبر عن درجتها أو مقدارها بمعامل الارتباط الإحصائى.
مثال1: العلاقة بين الذكاء والتحصيل: هناك علاقة طردية موجبة بينهما أى (كلما زاد الذكاء زاد التحصيل الدراسى والعكس صحيح).
مثال2: العلاقة بين تحصيل الطلبة والتأهيل التربوى لمدرسيهم.
والدراسات الارتباطية لا تبحث فى سبب العلاقة بين المتغيرين لماذا هى طردية ام عكسية؟  وهذا ما يؤخد عليها  انما تدرس العلاقة بين المتغرات بشكل سطحى إلا أنها تفيد الباحث فى كونها تعد أساساً للدراسات التنبؤية.
2- الدراسات السببية المقارنة:
دراسات تبحث فى ماهية الظواهر وأسباب حدوثها (كيف تحدث الظواهر؟ ولماذا؟)، وذلك من  خلال مقارنة أوجه الشبه والاختلاف بين مجموعتين أو أكثر حول ظاهرة ما لاكتشاف العوامل التى تصاحب حدوث تلك الظاهرة، مع مراعاة التقارب بين المجموعات فى الأمور التى يمكن أن تؤثر فى النتائج (الصف الدراسى، السن...الخ) .
مثال: إذا أراد الباحث معرفة أسباب التفوق الدراسى لمجموعة من التلاميذ، فإنه يضع عدة فروض (كالمشاركة فى النشاط، الطموح، الانتظام فى الحضور…) ثم يختار مجموعتين أحدهما متقدمة وأخرى متأخرة داسياً، ثم يقارن بينهما من حيث توافر أسباب التفوق التى حددها ليختبر صحة الفروض بناء على التحليل المنطقى المقارن للمعلومات والبيانات التى يحصل عليها.
مثال: مقارنة أنظمة تعليمية كأحدهما ناجحة بأخرى فاشلة، والقيام بالتحليل المنطقى لهما والتعرف على أوجه الشبه والاختلاف بينهما.
ومن الجدير بالذكر ان المنهج فى الدراسات السببية المقارنة يمكن أن يبدأ بنتيجة أو أثر ثم يتخذ الإجراءات اللازمة لتفسير النتيجة أو الأثر، مثال: يلاحظ ان هناك فروقاً فى التحصيل بين الطلبة ذو مستوى اقتصادى عالٍ والطلبة الذين ينحدرون من أسر ذات مستوى اقتصادى منخفض، فيبدأ من هذة النتيجة للبحث عن الأسباب (كيف يؤثر المستوى الاقتصادى فى تحصيل المتعلمين؟) ، فيختار مجموعتين من الطلبة أحدهما تضم الطلاب ذو المستوى الاقتصادى المنخفض والأخرى ذو المستوى المرتفع ليجرى عليهم الدراسة.
وتختلف الدراسات السببية المقارنة عن الدرسات الارتباطية في مايلي:
·        الأولى تحاول البحث عن أسباب الظواهر بينما الثانية تبحث فى نوع العلاقة أو التلازم بين المتغيرات، والتلازم لا يعنى أن يكون أحد المتغيرين سبباً أو نتيجة للأخر.
·        تتضمن الأولى متغيراً مستقلاً على مستوى مجموعتين أو أكثر، أما الدراسات الارتباطية تتضمن أكثر من متغير مستقل على مستوى واحد (فمثلاً: العلاقة بين الذكاء والتحصيل) فكلاً من التحصيل والذكاء متغير وكلاهما على مستوى مجموعة واحدة من المفحوصين.
كما تختلف الدراسات السببية المقارنة عن الدراسات التجريبية:
الأولى لا يتحكم فيها الباحث بالمتغير المستقل لأنه موجود فعلاً فى الواقع، كما أنه لا يخضع المجموعات للضبط التجريبى وإنما يتم دراسة الظواهر فى المواقف الطبيعية غير المصطنعة أما الثانية فهى لابد التحكم فى المتغير المستقل لمعرفة أثره على المتغير التابع ولابد ان تخضع التجربة للضبط التجريبى.

3-             دراسة الحالة
منهج دراسة الحالة هو وسيلة لفهم التفاعل الذي يحدث بين العوامل التي تؤدي إلي التغيير والنمو والتطور علي مدي فترة من الزمن وهي تتكامل مع عملية خدمة الفرد التي تهدف إلي العلاج اعتمادا علي ما تقدمه لها دراسة الحالة ولهذا تستخدم هذه الطريقة ما تستخدمه المناهج الآخري من وسائل لجمع البيانات للاستفادة منها في التشخيص وبهذا فإن منهج دراسة الحالة يمكننا من أن نكون نظرة كلية شاملة علي الحالة التي ندرسها والحالات المشابهه لها بحيث تؤدي دراسة عدد من الحالات وتجميع البيانات والمعلومات بطريقة عملية سليمة .
أهمية دراسة الحالة:
·        استيعاب الموضوع بوضوح من خلال تناوله بشكل متكامل تتضح فيه الأسباب والعلل.
·        الاهتمام بدراسة الماضي كمؤثر أساسي في إظهار الحالة في الزمن الحاضر وتوقعاتها المستقبلية .
·        تمكن المجتمع من الاهتمام بأفراده وجماعاته بتطبيق الإصلاحات المتوصل إليها عن طريق الدراسة .
·        تهتم بدراسة السلوك والعمل علي تقويم انحرافاته .
·        إزالة المخاوف من المبحوث من خلال تقبله لحالته واستيعابه لعناصر الضعف التي ألمت به وتأثر بها .

أهداف دراسة الحالة:
1)    تبصير المبحوثين بذاتهم ومستقبلهم .
2)    معرفة موقف الأفراد من الموضوع .
3)    اشتراك المبحوث في التعرف علي حالته وتوليد الرغبة لديه بما يحفزه للبحث عن حلول
4)    تحديد كل العوامل والعناصر المؤثرة والمتأثرة بالموضوع
5)    تهدف إلي الإصلاح وليس إلي المساعدة .

يشبه منهج دراسة الحالة منهج البحوث المسحية فى أسلوب جمع البيانات إلا أنه يختلف عنها فى كونه يهتم بجمع بيانات مستفيضة تتعلق بمتغيرات كثيرة لعدد محدود من الحالات الممثلة للظاهرة، أما فى البحوث المسحية فيتم جمع بيانات تتعلق بمتغيرات قليلة من عدد كبير من الحالات الممثلة، بالإضافة إلى ان دراسة الحالة ذات طبيعة كيفية أكثر من البحوث المسيحة، فدراسة الحالة أكثر إستخداماً فى البحوث الكيفية.

⌂  البحوث النمائية:   (التطورية – التتبعية)

هى بحوث تهدف إلى دراسة سير التطورات والتغيرات الحادثة للظاهرة موضوع البحث فى موقف أو جانب معين عبر مرحلة زمنية محددة، و الكشف عن العوامل والأسباب الكامنة وراء ذلك التغير أو التطور. ولهذا تعد هذة البحوث مناسبة جداً لدراسة تطور النمو البشرى. وتنقسم البحوث النمائية إلى:
1- الدراسات الطولية التتبعية.
هى البحوث التى تهتم بجمع البيانات عن تطور نمو أفراد عينة أو ظاهرة ما فى كل مرحلة من المراحل التى مر بها عبر فترة زمنية محددة.
مثال: دراسة النمو اللغوى للأطفال من سن الثانية حتى سن السادسة من العمر، فهنا يقوم الباحث بإختيار عينة من الأطفال فى بداية سن الثانية ويقوم بملاحظة كيفية تطور النمو اللغوى ونمطه ومستواه والعوامل التى تساعد على ذلك التطور من خلال الملاحظات المخططة والمنظمة فى كل مرحلة من مراحل نموه هؤلاء الأطفال حتى سن السادسة، وأثناء الدراسة يقوم بتويب البيانات الخاصة بكل مرحلة حتى يستطيع تحديد النتائج التى توصل إليها وتفسيرها بشكل دقيق.
مثال: ما قام به بياجيه عند دراسة نمو العمليات العقلية المعرفية مستخدماً فى ذلك أطفاله حتى توصل إلى نظرية النمو العقلى والتى ترى ان نمو الطفل يمر 3 مراحل (المرحلة الحسية الحركية، مرحلة ما قبل العمليات، المرحلة الإجرائية العيانية، مرحلة العمليات المجردة) .
ومما سبق يتضح ان الدراسات الطولية:
       تتطلب عينة صغيرة الحجم.
       تستغرق فترة زمنية طويلة قد تكون شهور أو سنة أو عدة سنوات.
       إمكانية تسرب أفراد العينة أثناء الدراسة.
       قد تؤثر إجراءات البحث المتكررة فى سلوك المفحوصين واتجاهاتهم المراد دراستها مما يؤثر على صدق النتائج.
       تواجه هذة البحوث مشكلات عديدة عند إجرائها فى المجال المدرسى نظراً للتغيرات المستمرة التى تحدث للعملية التعليمية من حيث تغير المعلمين، وظروف التلاميذ، وطرائق التدريس، والمناهج والإدارة ...الخ.

 2- الدراسات المستعرضة.
هى بحوث تهتم بدراسة عينة مكونة من فئات عمرية متنوعة للكشف عما حدث عليها من نمو فى جانب معين نتيجة عامل الزمن.
مثال: إذا أراد الباحث قياس النمو الذى يحدث فى تعلم الرياضيات فى المرحلة الابتدائية، فإنه يمكن أن يأخذ عينة من كل صف ثم يقيس قدرات التلاميذ الرياضية بكل صف، وبالمقارنة بين هذة القدرات عبر الصفوف المختلفة يمكن تحديد النمو فى الرياضيات.
·                                             يتضح مما سبق ان الدراسات المستعرضة:
         تستغرق مدة زمنية أقل من الدراسات الطولية.
         تقيس متغيرات قليلة لعدد كبير من المفحوصين.
         اختيار عينة هذة البحوث يعد أمراً بالغ التعقيد لتعدد خصائص الأفراد فى كل مرحلة وتعدد العوامل التى تعرضوا لها وأسمهت فى ذلك النمو.