Monday, June 11, 2018

خطة البحث

خطة البحث

تُعرّف خطة البحث على أنها التصور المستقبلي لتنفيذ البحوث على اختلاف أنواعها، سواء كان ذلك يخصّ كيفية جمع المعلومات، أو طريقة معالجة وتصنيف وتحليل المادة العلمية، أو طريقة عرض النتائج بعد الانتهاء من تنفيذ البحث، وبمعنى آخر: خطة البحث هي البوصلة التي ترشد الباحث، وتعنى بالخطوات التفصيلية التي يسترشد بها الباحث، والقواعد الأساسية التي تلزم أثناء تنفيذ عملية البحث، وهي المعيار الذي من خلاله يتم الحكم على جدوى البحث، وقدرة الباحث.

فخطة البحث ضرورية ومهمة للاهتداء بها إلى خطوات إعداد البحث، والسير على الطريق القويم لإنجاز بحث جيد ويليق بالمكانة العلمية للباحث، وإعدادها سهل ولكنه قد يحتاج للكثير من الوقت ويستطيع الشخص أن يعدها بنفسه مع الرجوع للمشرف على البحث والذي يعتبر أكثر خبرةً من المعدّ أو الطالب.

أهمية إعداد خطة البحث

لوجود خطة البحث أهمية، تتلخص فيما يلي:
o      خطة البحث تحدد الهدف المرجو من البحث بدقة عالية، وتوضح للباحث عملية تنفيذ البحث وكيفية سيره المستقبلية، وتجعله أقدر على التعامل مع الوقت والإمكانيات المتاحة لتنفيذ البحث. تساعد الباحث في تحديد الطريق الأسهل لتنفيذ البحث.
o      تعين خطة البحث الباحث في تصور العقبات ومجموعة الصعاب التي قد تواجهه عند تنفيذ البحث، فيصرف النظر عن الموضوع، أو يكمل مستعداً لمواجهة مجموعة الصعاب بكل قوةٍ وثقة، كما أن خطة البحث تضمن للباحث اختصار الوقت والجهد والمال، دون الوقوع في أزمات مختلفة بعدما سرت في عملية البحث طويلاً، وأنجزت مجموعة من الخطوات المهمة. تساعد خطة البحث اللجنة التي تحكم على البحث وتقيّمه، في إطلاق الحكم المناسب، وتقدير حجم الجهد الذي يتطلبه إنجاز البحث، وجدارة الباحث في استخدام المنهج المناسب.
o      تعطي خطة البحث المشرف على الباحث صورة واضحة عن عمل الباحث، ومن خلال الخطة يستطيع المشرف مساعدة الباحث وإرشاده.
o      الخطة المكتوبة تساعد الباحث على تذكر العناصر التي قد تسقط سهواً من الذاكرة، أو عند حدوث طارئٍ ما، يتم الرجوع إليها وإيجاد حلٍ سريع، ومن خلال الخطة المكتوبة يتمكن الباحث من تقييم وتقويم موقفه بشكلٍ عام.

الشروط التي يجب ان تتوافر في خطة البحث:

• ان تكون الخطة مختصرة وواضحة ومحددة
• ان تعتمد على خلفية واسعة من الدراسات والبحوث
• ان تكون مترابطة الأجزاء وتمثل وحدة متكاملة
• ان تكون اجراءتها مرتبطة ارتباطا مباشرا بتساؤلاتها وفروضها


تكمن نقطة البداية لأي بحث تربوي هي تحديد القضية البحثية والتي من خلالها يتم تحديد عنوان الدراسة، فيُعد عنوان البحث أول الأمور التي يجب تحديدها قبل الشروع في كتابة الخطة، وحتى نحدد عنوان  وموضوع الدراسة لابد أن نحدد مشكلة تربوية.


المشكلة البحثية عبارة عن موقف غامض يحتاج إلى تفسير وإيضاح. وهي مركز البحث وبعبارة أخرى هي جوهر البحث , أو المحور الأساسي الذي يدور حوله البحث , وتحديد المشكلة أمر مهم , لان المشكلة هي التي توضح للآخرين أهمية البحث , ومجاله , ومحتواة التربوي , وإطاره , ومدى الاستفادة من نتائجه .

مصادر الحصول على المشكلة:


·        المصدر الشخصي (محيط العمل والخبرة العلمية): بعض المشكلات البحثية تبرز الباحث من خلال خبرته العملية اليومية فالخبرات والتجارب تثير لدى  الباحث تساؤلات عن بعض الأمور التي لا يجدلها تفسير أو التي تعكس مشكلات للبحث والدراسة.
·        المصدر العلمي  من خلال:
o      القراءات الواسعة الناقدة لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء وأفكار قد تثير لدى الفرد مجموعة من التساؤلات التي يستطيع أن يدرسها ويبحث فيها عندما تسنح له الفرصة.
o      البحوث السابقة: عادة مايقدم الباحثون في نهاية أبحاثهم توصيات محددة لمعالجة مشكلة ما أو مجموعة من المشكلات ظهرت لهم أثناء إجراء الأبحاث الأمر الذي يدفع زملائهم من الباحثين إلى التفكير فيها ومحاولة دراستها.
·        المصدر الرسمي (تكلفة من جهة ما): أحيانا يكون مصدر المشاكل البحثية تكليف من جهة رسمية أو غير رسمية لمعالجتها وإيجاد حلول لها بعد التشخيص الدقيق والعلمي لأسبابها وكذلك قد تكلف الجامعة والمؤسسات العلمية في الدراسات العليا والأولية بإجراء بحوث ورسائل جامعية من موضوع تحدد لها المشكلة السابقة. 


معيار اختيار المشكلة:

عند اختيارالمشكلة البحثية وتحديدها، هناك مجموعة من الأمور التي لابد للباحث أن يراعيها، ومن أهم هذة الأمور مايلي
o      استحواذ المشكلة على اهتمام الباحث لأن رغبة الباحث واهتمامه بموضوع بحث ما ومشكلة بحثه محددة  يعتبر عاملا هاما في نجاح عمله وانجاز بحثه بشكل أفضل.
o      تناسب إمكانيات الباحث ومؤهلاته مع معالجة المشكلة خاصة إذا كانت المشكلة معقدة الجوانب وصعبة المعالجة والدراسة.
o      توافر المعلومات والبيانات اللازمة لدراسة المشكلة.
o      توافر المساعدات الإدارية المتمثلة في التحملات التي يحتاجها الباحث في حصوله على المعلومات خاصة في الجوانب الميدانية.
o       القيمة العلمية للمشكلة بمعنى أن تكون المشكلة ذات الدلالة تدور حول موضوع مهم وأن تكون لها فائدة علمية واجتماعية إذا تمت دراستها.
o      أن تكون مشكلة البحث جديدة تضيف إلى المعرفة في مجال تخصص البحث دراسته مشكلة جديدة لم  تبحث من قبل غير(مكررة) بقدر الإمكان أو مشكلة تمثل موضوعا يكمل موضوعات أخرى سبق بحثها وتوجد إمكانيات صياغتها فروض حولها قابلة للاختبار العلمي وأن تكون هناك إمكانيات لتعميم النتائج التي سيحصل عليها الباحث من معالجته لمشكلة على مشكلة أخرى.



ومن التساؤلات والنقاط التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الموضوع:
ما مدى قابلية الموضوع للبحث؟
ما فائدته وأهميته؟
هل هو جديد؟
هل هو تطبيقي: لحل مشكلة معاشة؟
أم هو إنساني يسِهم في إثراء البناء المعرفي للمجال؟
هل توجد إمكانية لإتمام الباحث دراسته؟

ما مدى توافر المصادر والمراجع، والأدوات، وسهولة الحصول على الأدوات أو إعدادها وتطبيقها في جمع البيانات اللازمة للتحّقق من صحة الفروض، أو للإجابة عن أسئلة البحث؟

وبعد أن يحدد الباحث مشكلة بحثه تحديداً تدقيقاً ، يبدأ في اختيار وكتابة عنوان البحث



وعنوان البحث هو أول ما تقع عليه عين القارئ، ومن هنا تبرز أهميته. فمن العنوان يمكن أن يعرف القارئ إن كانت الدراسة التي بين يديه مرتبطة بموضوعه فيبدأ بقراءتها، أو أنها غير مرتبطة فيستبعدها

وهناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها من جانب الباحث عند كتابة عنوان البحث وهى:
-      هل يحدد العنوان ميدان المشكلة تحديدا دقيقا؟
-      هل العنوان واضح وموجز ووصفي بدرجة كافية تسمح بتصنيف الدراسة في فئتها المناسبة؟
-  هل تم تجنب الكلمات التي لا لزوم لها مثل (دراسة في) أو (تحليل ل) وكذلك العبارات الناقصة المضللة؟
-      هل وضعت الكلمات الأساسية في عبارة العنوان؟

صفات العنوان الجيد
-      أن لا يتجاوز العنوان(22) كلمة.
-      أن يكون محددا وواضحا ومختصرا.
-      بعيد عن الإثارة غير المفيدة.
-     ان يحتوي على جميع متغيرات الدراسة (المستقل – التابع).
-      أن يعكس مشكلة الدراسة.
-      أن يحدد عينة الدراسة.


عناصر خطة البحث
تتكون خطة البحث من العناوين الرئيسة التالية:
§        المقدمة.                         
§        الإحساس بالمشكلة وتحديدها.
§        مصطلحات البحث.
§        أهداف البحث.
§        أهمية البحث.                 
§        حدود البحث.
§        عينة البحث.
§        منهج البحث.
§        خطوات البحث وإجراءاته.

وفيما يلي عرض لمحتويات ومكونات كل عنوان، في ضوء البحث التالي

No comments:

Post a Comment